elwafee

وقعت حادثة مروعة في غزة عندما تعرضت 109 شاحنة مساعدات تابعة للأمم المتحدة محملة بإمدادات غذائية أساسية للنهب العنيف، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وقد أدى هذا العمل الوقح إلى الاستيلاء على 97 شاحنة، حيث ورد أن السائقين أجبروا تحت تهديد السلاح على تفريغ حمولتهم بعد عبور معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل إلى جنوب غزة. ووصفت روايات شهود العيان المهاجمين الملثمين باستخدام القنابل اليدوية لشن كمين على القافلة، مما يمثل أحد أشد حالات تعطيل المساعدات الإنسانية في تاريخ المنطقة.

أزمة حكم وسط انهيار كامل

وصف المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني الحادث بأنه انعكاس قاتم لـ “الانهيار الكامل للنظام المدني” في غزة، مؤكدًا على التحديات المتزايدة في تقديم المساعدات. لقد أدى الوضع المزري إلى تحويل غزة إلى بيئة غير قابلة للإدارة تقريبًا، مع تفاقم حالة الفوضى المتفشية التي تؤدي إلى تفاقم محنة الملايين الذين يعتمدون بالفعل على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

وسلط لازاريني الضوء على الواقع الصارخ: “حتى بضعة أشهر فقط، كانت القدرة المحلية كافية لمرافقة القوافل بأمان. والآن، تدهور الوضع إلى الحد الذي تتنافس فيه العصابات والعائلات المتنافسة على السيطرة، مما يحول المنطقة إلى بيئة عمل مستحيلة”.

أثارت عملية نهب قافلة مساعدات الأمم المتحدة في غزة قلقاً عالمياً

المجاعة تلوح في الأفق في غزة

تحذر التقييمات المدعومة من الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة، وخاصة في شمال غزة، مع استمرار الجيش الإسرائيلي في هجوم بري. وانخفض تسليم المساعدات، مع دخول عدد أقل من الشاحنات إلى غزة الشهر الماضي مقارنة بأي وقت منذ تصاعد الصراع بين إسرائيل وحماس في أكتوبر 2023. ومن المتوقع أن تتفاقم أزمة الغذاء في غياب التدخل العاجل لأكثر من مليوني نسمة يتأرجحون بالفعل على شفا المجاعة.

يأس غير مسبوق

أدى النهب إلى تكثيف اليأس بين سكان غزة. وبحسب ما ورد اقتحم مئات الأفراد مركزًا مهنيًا تديره الأونروا في خان يونس، معتقدين خطأً أن المساعدات مخزنة هناك. “ولم تترك القوافل المنهوبة أي شيء للمخازن”، كما أعرب لازاريني عن أسفه. وأصدرت الوكالة بيانا حثت فيه السلطات الإسرائيلية على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لضمان تسليم المساعدات بشكل آمن وكاف.

الاتهامات والمسؤولية

ولم تعلق السلطات الإسرائيلية بعد على الحادث. ومع ذلك، في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي، سلطت هيئة تنسيق أنشطة الحكومة في الأراضي الفلسطينية الضوء على الجهود المبذولة لمعالجة التحديات التي تواجهها منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، مدعية أن هناك تدابير قائمة لتسريع تسليم المساعدات. وعلى النقيض من ذلك، اتهمت إسرائيل حماس باختلاس المساعدات، وهي التهمة التي تنفيها المجموعة.

وفي الوقت نفسه، تعزو المنظمات الإنسانية الأزمة المتفاقمة إلى عدة عوامل، بما في ذلك تدمير قوات الشرطة المحلية، وندرة السلع، وإغلاق نقاط العبور الأساسية. وأفاد تحالف من 29 منظمة غير حكومية أن حوادث النهب تحدث غالبًا بالقرب من القوات الإسرائيلية، التي يُزعم أنها فشلت في التدخل على الرغم من طلبات المساعدة.

الدمار لا يتوقف عند المساعدات

مع تفاقم الأزمة الإنسانية، أعلنت السلطات الفلسطينية عن مقتل أكثر من 30 شخصا نتيجة للضربات الإسرائيلية يوم الاثنين، بما في ذلك هجوم مدمر بالقرب من مستشفى كمال عدوان في شمال غزة. وكان من بين الضحايا أفراد أسرة الدكتور هاني بدران، وهو طبيب في المستشفى.

لقد أدت دورة العنف المتواصلة وانهيار البنية الأساسية لتوزيع المساعدات إلى تكثيف معاناة سكان غزة، الأمر الذي ترك المجتمع الدولي يتصارع مع كيفية الاستجابة بفعالية لهذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *