من المقرر أن يعيد مترو الرياض، وهو مبادرة تحويلية تحت قيادة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، تعريف النقل في العاصمة، وتعزيز جودة الحياة وخيارات التنقل للسكان والزوار. وأكد المهندس إبراهيم السلطان، وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء والرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض، أن هذا المشروع الرائد لن يحدث ثورة في نظام النقل في المدينة فحسب، بل سيساهم أيضًا بشكل كبير في الاستدامة البيئية من خلال دمج القطارات والمحطات التي تعمل بالطاقة المتجددة.
صرح المهندس السلطان خلال الإطلاق الرسمي للمشروع من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان: “يهدف مترو الرياض إلى تقديم نظام نقل عام مستدام وفعال يلبي متطلبات التنقل الحالية والمستقبلية للمدينة”. وأعرب عن امتنانه العميق للملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رئيس الوزراء ورئيس الهيئة الملكية لمدينة الرياض، لدعمهما الثابت لهذا المشروع الضخم.
تحويل التنقل في مدينة متنامية
أدى النمو السكاني السريع في الرياض والتوسع الحضري والاعتماد المتزايد على المركبات الخاصة إلى ازدحام مروري كبير. وقد صُمم مترو الرياض لمواجهة هذه التحديات بشكل مباشر. وأبرز المهندس السلطان أنه تم تحليل العديد من العوامل الحاسمة، بما في ذلك أحجام المرور ومصادر الرحلات والوجهات، لضمان فعالية النظام واستدامته.
تم تقييم سعة الركاب ووقت السفر لكل خط مترو بدقة لتحسين إدارة الطلب وكفاءة المسار. وأوضح المهندس السلطان: “يُعَد هذا المشروع بمثابة تغيير كبير في الرياض، حيث صُمم للحد من الازدحام وخفض استهلاك الوقود والحد من التلوث، وخلق بيئة حضرية أكثر نظافة وكفاءة”.
مشروع ضخم للبنية التحتية
يمتد مترو الرياض على مسافة 176 كيلومترًا ويضم 85 محطة، وهو أكبر مشروع مترو أحادي المرحلة في العالم، ويتميز بتصميم متقدم وتميز تقني. ويتماشى تطويره مع الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للرياض، مما يمثل قفزة كبيرة إلى الأمام في البنية التحتية الحضرية.
“ستشجع هذه المبادرة على زيادة استخدام وسائل النقل العام، مما يوفر للسكان والزوار خيارات تنقل متنوعة تتجاوز السيارات الخاصة. وأضاف السلطان: “إن هذا المشروع سيعزز أسلوب حياة أكثر صحة من خلال خلق بيئات يمكن المشي فيها والوصول السلس إلى مراكز النقل العام المحاطة بالمعالم التجارية والثقافية والسياحية”.
خطوة نحو الاستدامة البيئية
تماشياً مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، يلتزم مترو الرياض بالحد من انبعاثات السيارات، وخفض استهلاك الوقود، والاستفادة من أحدث التقنيات في القطارات والحافلات والمرافق للحفاظ على الطاقة. إن هذا التفاني في الاستدامة البيئية يضع المترو كمساهم رئيسي في مستقبل الرياض الأخضر.
الاعتراف بالجهود التعاونية
أعرب المهندس السلطان عن تقديره العميق لسكان الرياض على صبرهم وتعاونهم خلال مرحلة البناء، معترفًا بالاضطرابات التي تسببت فيها أنشطة الموقع. كما أشاد بالشركاء من القطاعين العام والخاص، والمستشارين، والتحالفات العالمية، والشركات المحلية والدولية على تفانيهم الدؤوب وجهودهم الجماعية في إنجاح هذا المشروع.
واختتم السلطان حديثه قائلاً: “يمثل مترو الرياض مستقبل التنقل الحضري، وهو شهادة على رؤيتنا لمدينة رياض أكثر ذكاءً وخضرة وترابطًا”، موجهًا الشكر لكل من لعب دورًا في جعل هذا المشروع الطموح حقيقة واقعة.