الرياض: استضافت سفارتا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مؤخرًا مجلسًا لصحة المرأة في مقر إقامة السفير البريطاني في الرياض، لتسليط الضوء على مواضيع بالغة الأهمية في الصحة البدنية والعقلية للمرأة. وتضمن هذا التجمع مناقشة جماعية مقنعة قادها أطباء ومتخصصون في مجال الصحة مشهورون، وكلهم حريصون على تبادل الأفكار وأفضل الممارسات.
وأكدت أليسون ديلورث، نائبة رئيس البعثة في السفارة الأمريكية، على أهمية مثل هذه التجمعات الدولية: “إن التواصل مع المهنيين الآخرين عبر الحدود أمر لا يقدر بثمن. وكانت الخبرة المعروضة رائعة، ومشاهدة الخطوات التي تحرزها المملكة العربية السعودية في مجال صحة المرأة أمر غير عادي”، كما قالت لصحيفة عرب نيوز.
يعد هذا المجلس الأخير جزءًا من سلسلة من الأحداث الشهرية التي تستضيفها السفارة الأمريكية، بالتعاون مع سفارات أخرى في المملكة العربية السعودية، لتكريم واحتفال تجارب المرأة وإنجازاتها ومعرفتها في بيئة مريحة وغير رسمية. وقد تناولت المجالس السابقة مواضيع تتراوح من الأدب والشعر إلى العلوم والفن، مما يوفر للنساء مساحة آمنة للتواصل والنمو معًا.
ركزت الندوة هذا الشهر على الصحة العقلية والجسدية للمرأة، وشارك فيها خبراء من بينهم الدكتورة وفاء الخيال، جراحة الثدي والغدد الصماء؛ والدكتورة نورا العيسى، أخصائية نفسية سريرية؛ وكاثلين سترويا، نائبة الرئيس الأولى للصحة والأداء في رابطة التنس النسائية. أدارت المناقشة أليس بيرت، نائبة سفير المملكة المتحدة.
وقالت بيرت: “إنه لأمر ملهم للغاية أن نجمع بين مثل هذه النساء الناجحات. إن معالجة صحة المرأة أمر حيوي لأنه يشجعنا على البحث عن حلول استباقية بدلاً من مجرد تسليط الضوء على التحديات”. وأكدت أن هذه التجمعات تعزز الصداقة، مما يؤدي إلى محادثات صادقة تعالج القضايا الصعبة وتكشف في النهاية عن نتائج إيجابية.
استكشفت اللجنة مواضيع حيوية مثل التوعية بسرطان الثدي وأهمية التصوير الشعاعي للثدي بانتظام، فضلاً عن التحديات الصحية التي تواجهها المرأة طوال الحياة، من المراهقة إلى انقطاع الطمث.
شجعت الدكتورة العيسى المشاركين على إيجاد “لحظات من الهدوء” في الحياة اليومية لدعم الصحة العقلية، واقترحت ممارسات مثل التأمل وتمارين التنفس. “في عالمنا المحفز باستمرار، فإن إيجاد خمس دقائق فقط من الهدوء يمكن أن يهدئنا”، قالت. “إنها طريقة للبقاء على اتصال بجسدك وعقلك، والاطمئنان على نفسك. وإذا لم تكن بخير، يمكنك البدء في السؤال، “ماذا يمكنني أن أفعل لأشعر بتحسن؟”
ناقش المشاركون أيضًا فوائد التغذية المتوازنة، وإزالة السموم، وبناء القدرة البدنية من خلال أنشطة مثل تمارين القلب والتنس والبيلاتس. وأكدوا على أهمية الاستثمار الذاتي من أجل مستقبل أكثر صحة والحاجة إلى شبكة داعمة تبقي الناس على اتصال. كما شجعوا على طلب المساعدة المهنية عند الضرورة، مذكرين الحاضرين بأن العلاج ليس فقط للأزمات، بل هو أيضًا نهج استباقي للحفاظ على الصحة العقلية.
وأضافت الدكتورة أليسا: “العلاج هو الوقاية بقدر ما هو التدخل. إنه لأي شخص، في أي وقت، وليس فقط عندما يحدث خطأ ما”.
من خلال هذا المجلس، أنشأت سفارتا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة منصة تمكين للنساء لمناقشة والتعلم والتواصل حول تجارب صحية مشتركة، وتعزيز الالتزام الجماعي بتعزيز صحة المرأة وعافيتها في المملكة العربية السعودية.