elwafee

الوافي: منارة المقالات الجارية

حققت لاعبة الجمباز الجزائرية كايليا نمور تاريخا جديدا بفوزها بالميدالية الذهبية الأولى للعالم العربي في أولمبياد باريس 2024، حيث أبهرت المتفرجين بأدائها المنتصر في مسابقة العارضة غير المتوازية للسيدات يوم الأحد. ويمثل هذا الإنجاز الرائع الميدالية الذهبية السادسة للجزائر في تاريخ مشاركتها في الألعاب الصيفية، مما نقش اسم نمور في صفحات المجد الأولمبي.

قدمت لاعبة الجمباز البالغة من العمر 17 عامًا، والتي ولدت في فرنسا، أداءً ساحرًا جعل منافسيها يتخلفون عنها. وتفوقت على الصينية تشيوان تشيو والولايات المتحدة الأمريكية سونيسا لي، لتصبح أول بطلة أولمبية أفريقية في الجمباز، وهو إنجاز يؤكد موهبتها وتصميمها غير العاديين.

تأهلت نمور إلى النهائي بنتيجة رائعة بلغت 15.600 على العارضة غير المتوازية، وهو الإنجاز الذي وضعها أمام بطلة العالم الحالية، الصينية تشيو تشي يان، بأكثر من نصف نقطة. لقد استطاعت مهاراتها ودقتها الاستثنائية أن تدفعها إلى دائرة الضوء العالمية، مما جعلها منارة إلهام للرياضيين الطموحين في جميع أنحاء العالم.

في مقابلة مع وكالة فرانس برس خلال بطولة أوروبا في ريميني بإيطاليا، عبرت نمور عن مشاعرها وهي مسرورة بشكل واضح، قائلة: “في سن السابعة عشر، بدأت للتو مسيرتي المهنية!” كانت رحلتها رائعة للغاية، خاصة بالنظر إلى التحديات التي واجهتها قبل ثلاث سنوات عندما أدى نمو مفاجئ إلى التهاب العظم والغضروف، مما استلزم إجراء عمليات جراحية في كلتا الركبتين.

الجزائرية كايليا نمور تصنع التاريخ بفوزها بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس 2024

شرح مدربها، مارك تشيريلسينكو، الذي يدير ناديًا صغيرًا في أفيون بومونت (إندر إي لوار) مع زوجته جينا، ندرة حالتها وتأثيرها على مسيرتها المهنية الناشئة. وأشار إلى أن “الأمر نادر جدًا، لكنها كانت حساسة للغاية تجاهه”، مضيفًا أن نمور اضطرت إلى إيقاف مسيرتها في الجمباز لمدة عام كامل. ورغم أنها كانت تخطط للعودة في عام 2022، إلا أنها واجهت عقبات إضافية بسبب القيود التي فرضها طبيب الاتحاد الفرنسي للجمباز. وصرح الدكتور بيير بيلار: “قرر خبراء الطب الرياضي والجراحة فرض قيود مؤقتة على الممارسة. أخبرنا كايليا أنها تستطيع استئناف التمارين على القضبان غير المتساوية مع المراقبة الدقيقة. وبمرور الوقت، إذا كانت ركبتيها محمية بالكامل، فقد نسمح لها باستخدام المزيد من الأجهزة”.

أدى هذا إلى معركة قانونية صعبة حيث طعنت عائلة نمور في قرار الاتحاد. واستمر النزاع لعدة أشهر، تزامنًا مع صراع بين ناديها والاتحاد. وكشفت تشيريلسينكو: “تم استبعاد كايليا من المنتخب الفرنسي”. “ومع تصاعد التوترات، تواصلت عائلتها مع الاتحاد الجزائري. ولم يكن ذلك بالصدفة”.

وهكذا، بدأت كايليا نمور رحلتها ممثلة للجزائر، حيث شاركت في بطولة العالم في أكتوبر الماضي والآن في أولمبياد باريس. صرح مدربها، الذي كان بمثابة القوة المرشدة لها منذ طفولتها، “أقول غالبًا إن كايليا فرنسية لكنها اختارت تمثيل الجزائر بسبب قناعاتها الرياضية. أعتقد أنها وجدت التوازن والدعوة الحقيقية لها”.

نشأت كايليا في عائلة مزدحمة تضم خمسة أشقاء – شقيقان وثلاث شقيقات. وقد دعم والدها، الذي يعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات، ووالدتها، التي تكون مشغولة دائمًا، طموحاتها. ومن بين أشقائها، تظهر إيلينا، الأصغر سناً، بالفعل موهبة واعدة وقد تنافس في أولمبياد 2032. يبلغ طول نمور 1.60 مترًا، وتتمتع ببنية أكبر من العديد من أقرانها، والتي يصفها مدربها بأنها “أنيقة ومرنة”. خارج صالة الألعاب الرياضية، لديها شغف بالخبز وتحلم بامتلاك مخبز. بالإضافة إلى ذلك، تجد العزاء في الروايات الرومانسية، التي تغذي خيالها وتوفر لها فترة راحة من جدول تدريبها الصارم.

بينما تتلذذ كايليا نيمور بمجد انتصارها التاريخي، فهي تمثل رمزًا للصمود والتميز، ملهمة جيلًا جديدًا من الرياضيين لملاحقة أحلامهم بلا هوادة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *