ارتقت المملكة العربية السعودية وفرنسا بشراكتهما الاستراتيجية إلى مستويات جديدة مع إطلاق مشروع فيلا الحجر، الذي أُعلن عنه خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى العلا يوم الأربعاء. تمثل هذه المبادرة تعاونًا هائلاً بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا والوكالة الفرنسية لتنمية العلا، مما يعزز التزامهما المشترك بالدبلوماسية الثقافية والتعاون العالمي.
علامة فارقة في العلاقات الثقافية السعودية الفرنسية
ستصبح فيلا الحجر أول مؤسسة ثقافية سعودية فرنسية على الإطلاق يتم إنشاؤها في المملكة العربية السعودية، وهي مصممة لتعزيز الحوار الثقافي وتمكين المجتمعات على نطاق عالمي. من خلال دمج الرؤية السعودية مع الخبرة الفرنسية في البحث والفنون والسياحة والابتكار، يهدف هذا المشروع إلى دعم التنمية المستدامة مع تعزيز الروابط الثقافية.
جولة ماكرون في العلا: احتفال بالتعاون
خلال زيارته، قام الرئيس ماكرون بجولة في معرض الشراكة السعودية الفرنسية الذي أقيم في قاعة مرايا الشهيرة. برفقة شخصيات بارزة، بما في ذلك الأمير سلمان بن سلطان، والأمير فيصل بن فرحان، والأمير بدر بن عبد الله، استكشف ماكرون أجنحة مختلفة تعرض نماذج ولوحات ومعارض تسلط الضوء على المشاريع المشتركة في الثقافة والسياحة والرياضة وصناعة الأفلام والحفاظ على الآثار.
منذ إنشائه في عام 2018، ركز هذا التحالف الاستراتيجي على تحويل العلا إلى وجهة عالمية رائدة مع الحفاظ على تراثها الثقافي والتاريخي الغني. كان هذا المعرض بمثابة شهادة على التقدم المحرز والطموح المشترك لكلا البلدين.
مبادرات رائدة لتنمية الشباب والمجتمع
يمتد التعاون أيضًا إلى برامج تمهيدية ديناميكية لفيلا الحجر، المقرر إطلاقها في عامي 2023 و2024. تشمل هذه البرامج، التي تم تطويرها بالشراكة مع مؤسسات فرنسية بارزة مثل Le Forum des Images ودار الأوبرا الوطنية في باريس، عروض أفلام تركز على الشباب وحفلات موسيقية رقمية وورش عمل إبداعية وبرامج تبادل أكاديمي تهدف إلى تعزيز نمو المجتمع والتعلم عبر الثقافات.
رؤية للتنمية المستدامة والتعليم
أكدت زيارة ماكرون على التعاون المستمر بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا وشركائها الفرنسيين في مجال الحفاظ على البيئة والحفاظ على الثقافة والتنمية الاجتماعية. والجدير بالذكر أن شراكة الهيئة الملكية لمحافظة العلا مع جامعة باريس 1 بانتيون سوربون كانت حجر الزاوية في هذا التحالف، حيث تقدم برامج تعزز العلاقات في التعليم والبحث وبناء القدرات. تفتح هذه الشراكة الأكاديمية الأبواب أمام شباب العلا لدراسة إدارة السياحة والآثار وتاريخ الفن والتراث الثقافي، مما يعزز الجيل القادم من القادة الثقافيين.
عجائب معمارية مبتكرة: منتجع شرعان ومركز القمة الدولي
كان من أبرز ما في المناقشات البناء الطموح لمنتجع شرعان ومركز القمة الدولي، الذي صممه المهندس المعماري الفرنسي الشهير جان نوفيل. يتم نحت هذا المشروع الرائد في جبل من الحجر الرملي عمره 500 مليون عام، ويجمع بين التقنيات السعودية والفرنسية المتطورة والاستدامة البيئية. ويمثل المنتجع منارة للإبداع المعماري، ويعكس تفاني البلدين في الحفاظ على الهوية الطبيعية والثقافية الفريدة للعلا.
لمحة عن التاريخ: اكتشافات العصر البرونزي
كما سلط الحدث الضوء على الاكتشافات الأثرية الأخيرة، بما في ذلك مدينة العصر البرونزي المعروفة باسم النطح في واحة خيبر. ويؤكد هذا البحث الرائد على عمق التعاون السعودي الفرنسي في مجال الاستكشاف الأثري والحفاظ على الثقافة.
من خلال مبادرات مثل مشروع فيلا الحجر والتعاون الأكاديمي، ترسم المملكة العربية السعودية وفرنسا مستقبلًا حيث يجتمع التراث الثقافي والابتكار والتنمية المستدامة لبناء روابط عالمية دائمة. وتمثل هذه الشراكة مثالاً قويًا لكيفية توحد الدول للاحتفال بتاريخها المشترك والحفاظ عليه مع خلق فرص جديدة للأجيال القادمة.