أعلن المخرج الأردني المخضرم أحمد دعيبس اعتزاله رسمياً بعد مسيرة فنية حافلة استمرت 50 عاماً. وكشف دعيبس أن قراره نابع من مخاوفه من الوضع الحالي للدراما الأردنية، إلى جانب الأزمة الصحية الأخيرة التي تعرض لها شقيقه حسين دعيبس.
أحمد دعيبس يذكر افتقار المؤسسات الإبداعية إلى أسباب اعتزاله
أوضح دعيبس في تصريح صحفي مؤثر أن قرار اعتزاله جاء بعد تفكير طويل. وعزا اختياره إلى تراجع الدراما الأردنية، وخاصة افتقارها إلى الدعم من المؤسسات التي كانت تغذي الإبداع في الماضي. وأشار بشكل خاص إلى تراجع دور التلفزيون الأردني في إنتاج محتوى مؤثر، وهو ما جعل الدراما الأردنية تبرز في الماضي.
في عمر السبعين، ترك دعيبس إرثاً غنياً من المساهمات الدرامية في كل من الأردن ومنطقة الخليج. ويمثل رحيله نهاية حقبة في عالم الترفيه الأردني، حيث كان تأثيره محسوساً بقوة لعقود من الزمن.
رحلة المخرج أحمد دعيبس
بدأ أحمد دعيبس مسيرته الفنية في التلفزيون الأردني عام 1975 وعمل مع شركة الإنتاج الأردنية. وامتدت قيادته للفنون الإبداعية إلى فترة عمله كعضو مجلس إدارة في نقابة الفنانين الأردنيين. وخلال الثمانينيات وما بعدها، اشتهر دعيبس بأعماله البارزة، بما في ذلك الجذور الطيبة، والصقر الجبلي، وعرس الصقر، والقدس، وأولى القبلتين، ورسائل من الأصداف.
نال بفضل موهبته ورؤيته العديد من الجوائز المحلية والدولية، بما في ذلك جائزة أفضل عمل عن فيلم آخر أيام التوت وجائزة الدولة التقديرية من وزارة الثقافة الأردنية.
مقابلة عاطفية مع شقيقه تثير التعاطف
يزيد من الثقل العاطفي لتقاعد دعيبس مقطع الفيديو الفيروسي الأخير لشقيقه المخرج حسين دعيبس، الذي شوهد وهو يتحدث بدموع في مقابلة إعلامية مع ربيع هنيدي. شارك الفنان حسين دعيبس قصته مع دار المسنين التي عاش فيها لمدة عام بعد إصابته بجلطة دماغية، والتي ساهم الفنان الأردني عمر عبد اللطيف في تسهيلها له. وأثار الفيديو تعاطفا واسع النطاق، حيث تساءل الكثيرون عن سبب غياب الدعم من أصدقائه وعائلته.
أعرب حسين دعيبس، المعروف بإخراجه لأغاني شهيرة لفنانين عرب مثل كاظم الساهر ونجوى كرم وماجد المهندس، عن رغبته في عدم طلب المساعدة من الآخرين. وأوضح أن تفضيله هو تجنب الظهور الإعلامي، لأنه يريد أن يتذكره الجمهور بالصورة النابضة بالحياة والإبداع التي أحبوها.