elwafee

الوافي: منارة المقالات الجارية

تصاعد الصراع بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله يوم الثلاثاء، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة مع تقدم وحدة مشاة إسرائيلية بالقرب من بلدة رب الثلاثين الحدودية. وفي الوقت نفسه، زادت إسرائيل من غاراتها الجوية، مستهدفة بشكل كبير جنوب لبنان ووادي البقاع، مما أدى إلى دمار واسع النطاق وإصابات.

وفي خضم الاضطرابات المتزايدة، دعا شخصيات سياسية لبنانية إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحثوا الحكومة على نشر الجيش اللبناني لتأمين المناطق الحدودية. وعلى الرغم من هذه المناشدات، ظلت قيادة حزب الله متحدية. وأكد الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام للجماعة، عزم المنظمة في خطاب متلفز، واقفا أمام العلم اللبناني وراية حزب الله. وقال: “بما أن إسرائيل استهدفت كل لبنان، فلدينا الحق، من وجهة نظر دفاعية، في ضرب أي نقطة داخل إسرائيل”.

وأكد قاسم أن وقف إطلاق النار هو الحل الوحيد، محذرا من أنه إذا استمر الصراع، فإن عدد المستوطنات غير المأهولة في إسرائيل سيزداد، مما قد يؤدي إلى نزوح الملايين.

وقد ردد زعماء لبنانيون، ومن بينهم رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، دعوات إلى إنهاء الأعمال العدائية، مؤكدين على ضرورة احترام الدستور ووقف إراقة الدماء. كما حث حزب الكتائب البرلمان اللبناني ورئيس الوزراء على ضمان موقف واضح وفوري من حزب الله بشأن قبول وقف إطلاق النار.

تصاعد القتال على طول الحدود اللبنانية مع تعهد حزب الله بالرد على إسرائيل

وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية، فإن القتال لا يزال محتدماً. فقد أفاد حزب الله أن مقاتليه اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية في رب الثلاثين باستخدام الأسلحة الآلية والصواريخ، ولا تزال المعركة مستمرة. وفي الوقت نفسه، استؤنفت الاشتباكات أيضاً في بلدة عيتا الشعب الحدودية، حيث حاول الجيش الإسرائيلي التوغل عدة مرات في الأراضي اللبنانية. وتُظهِر لقطات فيديو نشرها الجيش الإسرائيلي محاولاتهم لاختراق الخط الأزرق، على الرغم من أن مدى نجاحهم لا يزال غير واضح.

وتتزايد الخسائر الإنسانية. فقد قُتل أو جُرح أكثر من 20 شخصاً عندما ضربت غارة جوية مبنى سكنياً في رياق، البقاع. وفي هجوم منفصل، قُتل محمد حسن مشورب، أحد موظفي أوجيرو، وزوجته غيدا فرحات وأطفالهما عندما قُصف منزلهم في جرجو بإقليم التفاح. بالإضافة إلى ذلك، قُتل ثلاثة مسعفين من منظمة الصحة الإسلامية التابعة لحزب الله في غارات جوية استهدفت قليا في البقاع الغربي.

كما ضربت الغارات الجوية الإسرائيلية أجزاء من بعلبك، بما في ذلك المنطقة المحيطة بقلعتها الرومانية التاريخية. ووصف السكان الهجوم بأنه “الأكثر عنفًا حتى الآن”. وتعرض مستشفى المرتضى القريب لأضرار بالغة، مما أجبره على الإغلاق. وأفاد الجيش الإسرائيلي عن القضاء على خضر العبد، أحد قادة حزب الله الرئيسيين، على الرغم من أن حزب الله لم يؤكد ذلك بعد.

تم رصد طائرات استطلاع إسرائيلية فوق بيروت وضواحيها، مع نشر بالونات حرارية في جميع أنحاء العاصمة، مما زاد من حدة التوتر. واستمرت الخسائر المدنية في الارتفاع، حيث وردت أنباء عن مقتل 23 شخصًا في بلدة أيطو في شمال لبنان بعد أن أصابت غارة إسرائيلية مبنى سكنيًا، مما أسفر عن مقتل نساء وأطفال وكبار السن.

وردا على هذه الهجمات، حذر أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، سكان جنوب لبنان مرة أخرى من العودة إلى منازلهم أو بساتين الزيتون، مشيرا إلى الخطر المستمر.

تزداد الأزمة الإنسانية عمقا مع كل يوم يمر. أصدر برنامج الغذاء العالمي واليونيسيف بيانا مشتركا يدعو إلى اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الاحتياجات المتصاعدة للنازحين في لبنان. وشددت المنظمتان على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار وتوفير التمويل الإضافي لدعم جهود الإغاثة.

وفقا لتقرير حديث من الحكومة اللبنانية، شنت إسرائيل 200 غارة جوية في الساعات الثماني والأربعين الماضية وحدها، ليصل إجمالي عدد الهجمات إلى ما يقرب من 10000 منذ بدء الصراع قبل أكثر من عام. إن الخسائر البشرية مذهلة: 2309 قتيلا، و10782 جريحا، و188146 نازح، يعيش العديد منهم الآن في ملاجئ مؤقتة.

كما صعدت السلطات الإسرائيلية من الحرب النفسية، حيث ورد أنها اتصلت بالمواطنين اللبنانيين وأمرت بإخلاء منازلهم بسبب نشاط حزب الله المزعوم. وقد تسببت هذه التحذيرات في حالة من الذعر على نطاق واسع، وخاصة في المناطق المسيحية مثل سن الفيل وبلونة والحدث، حيث اعتقد السكان أنهم في مأمن.

ومع استمرار الصراع وتفاقم الأزمة الإنسانية، يراقب المجتمع الدولي عن كثب، على أمل أن تتمكن الدبلوماسية من وضع حد للعنف قريبًا.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *