الدوحة: دمشق – أحدثت القيادة السورية الجديدة التي تم تأسيسها موجات على الساحة العالمية حيث انخرط وزير الخارجية أسعد الشيباني في مناقشات محورية مع وزير خارجية قطر ورئيس الوزراء في الدوحة يوم الأحد. تشير هذه الزيارة إلى طموحات السلطات السورية الجديدة، بقيادة هيئة تحرير الشام، لبناء علاقات دبلوماسية قوية مع القوى الإقليمية والدولية.
في بيان مشترك على X، كشف الشيباني عن خطط لزيارة الأردن والإمارات العربية المتحدة، بهدف تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع دفع جهود إحياء الأمن والاقتصاد في سوريا إلى الأمام.
تأتي الدبلوماسية الإقليمية لوزير الخارجية في أعقاب سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى، بما في ذلك المناقشات مع نظيره السعودي في الرياض واستضافة وزيري خارجية ألمانيا وفرنسا في دمشق في وقت سابق من الأسبوع.
فصل جديد لسوريا
أنهت التمرد السريع لهيئة تحرير الشام، الذي أطاح بالرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر، عقودًا من الحكم الاستبدادي لعائلة الأسد. لقد أودت الحرب الأهلية الوحشية في سوريا، والتي اندلعت في عام 2011، بحياة ما يقدر بنحو 500 ألف شخص، وتركت البلاد في حالة خراب اقتصادي وإنساني.
لقد قطع المجتمع الدولي إلى حد كبير العلاقات مع نظام الأسد بسبب قمعه العنيف للمعارضة، وفرض عقوبات على الأسد وحلفائه، بما في ذلك روسيا وإيران. واليوم، تسعى القيادة السورية الجديدة إلى إصلاح تلك العلاقات المتصدعة، بهدف رفع العقوبات المفروضة على هيئة تحرير الشام وزعيمها أحمد الشرع، بينما تعمل على إعادة بناء اقتصاد البلاد المدمر.
دعوة لرفع العقوبات
أثناء زيارته للدوحة، أكد الشيباني على العواقب الوخيمة للعقوبات الدولية، ووصفها بأنها عائق كبير أمام تعافي سوريا. وفي حديثه إلى إذاعة شام إف إم، حث الولايات المتحدة على إنهاء هذه العقوبات، مؤكداً على محنة السوريين العاديين.
يعيش حوالي 90٪ من السوريين حاليًا في فقر، حيث يكافح أكثر من نصف السكان لتأمين وجبتهم التالية، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.
رؤية لمستقبل سوريا
تعهد الشرع بجمع مجموعات متنوعة في جميع أنحاء سوريا في قمة حوار وطني تهدف إلى صياغة إطار سياسي جديد. تسعى هذه المبادرة إلى رسم مسار نحو دستور جديد وانتخابات ديمقراطية.
في خطوة مهمة نحو الوحدة الوطنية، تعهد الشرع بحل هيئة تحرير الشام خلال هذه المرحلة الانتقالية، مؤكداً أن القادة الفعليين الحاليين يتقاسمون رؤية سياسية موحدة لضمان الحكم الفعال. وفي مقابلة مع العربية، أعرب عن تفاؤله بشأن توجيه سوريا نحو الاستقرار والنمو.
التحديات في الأفق
على الرغم من هذه الجهود، تلوح في الأفق حالة من عدم اليقين. لا تظهر الولايات المتحدة أي علامات فورية لتخفيف العقوبات، وتظل أوروبا حذرة، مشيرة إلى مخاوف بشأن معاملة الأقليات الدينية والنساء في ظل النظام الجديد.
بينما تتنقل سوريا عبر هذه المرحلة التحويلية، تأمل قيادتها الجديدة في الاستفادة من العلاقات القوية مع الدول العربية لإعادة بناء اقتصاد البلاد واستعادة مكانتها على الساحة العالمية.