أكدت جماعة حزب الله مقتل محمد عفيف، مسؤول الإعلام في الجماعة، في أعقاب غارة جوية إسرائيلية في وسط بيروت. واستهدف الهجوم مقر حزب البعث السياسي في رأس النبع، وهو حي مكتظ بالسكان في العاصمة اللبنانية، وفقًا لوكالة الأنباء الوطنية اللبنانية التي تديرها الدولة.
أسفرت الغارة الجوية، التي وقعت يوم الأحد، عن مقتل أربعة أشخاص، كما ذكرت وزارة الصحة اللبنانية، على الرغم من أن الضحايا لم يتم تسميتهم في البداية. وكان من بين الضحايا عفيف، وهو شخصية عامة بارزة داخل حزب الله، شوهد آخر مرة خلال مؤتمر صحفي في معقل الجماعة في جنوب بيروت في وقت سابق من الأسبوع.
الدمار في موقع الضربة
تعرض الفرع اللبناني لحزب البعث السوري لأضرار جسيمة، حيث دمر جزء كبير من مقره. عملت فرق الإنقاذ والدفاع المدني بلا كلل لتحرير الأفراد المحاصرين تحت الأنقاض. وأكدت وزارة الصحة إصابة 14 شخصًا آخرين، مما زاد من حدة المأساة.
يقع الموقع عند تقاطع حاسم يربط بين غرب وشرق بيروت ووسط المدينة وطريق المطار، ويؤكد الموقع على الآثار البعيدة المدى لمثل هذه الضربات. حزب البعث اللبناني، المتحالف بشكل وثيق مع حزب البعث السوري الذي يتزعمه الرئيس بشار الأسد، يظل حليفًا ثابتًا لحزب الله.
الصراع المتوسع يصعد التوترات
أبرزت مراسلة بي بي سي في الشرق الأوسط لينا سنجاب المخاوف المتزايدة بشأن الضربات الإسرائيلية الموسعة، والتي يبدو الآن أنها لا تستهدف الشخصيات العسكرية فحسب، بل وأيضًا الكيانات السياسية البارزة. وقالت: “يشير هذا التصعيد إلى توسع مقلق للأهداف الإسرائيلية، مما يثير مخاوف من استمرار العنف دون وجود علامات على التهدئة”.
في ضربة أخرى مساء الأحد، أسفر تفجير في شارع مار إلياس في وسط بيروت عن مقتل شخصين وإصابة 13 آخرين. اتصلت بي بي سي بقوات الدفاع الإسرائيلية بشأن هذه الضربة الثانية، لكن لم يتم الإبلاغ عن أي رد فوري.
زيادة في العمل العسكري
في وقت سابق من اليوم، أكد جيش الدفاع الإسرائيلي ضرب ستة أهداف عسكرية لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت. تصاعدت الحملة العسكرية الجارية ضد حزب الله بشكل كبير، وخاصة منذ أواخر سبتمبر، مع غارات جوية مكثفة وهجوم بري يستهدف جنوب لبنان.
وتأتي هذه الإجراءات في أعقاب زيادة حزب الله في إطلاق الصواريخ دعماً للفلسطينيين بعد هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقد أسفر العنف الناتج عن ذلك عن مقتل أكثر من 3400 شخص في لبنان، بما في ذلك 2600 قتيل منذ التصعيد في أواخر سبتمبر/أيلول، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية. كما نزح أكثر من 1.2 مليون من السكان، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
السياق التاريخي
لا يزال الصراع يعكس التوترات العميقة الجذور بين إسرائيل وحزب الله. وقد أودت الضربات السابقة بحياة كبار قادة حزب الله، بما في ذلك حسن نصر الله. وقد أعلنت إسرائيل عن نيتها تأمين حدودها الشمالية وتسهيل عودة السكان النازحين.
في حين تدفع الجهود الدولية، بقيادة الولايات المتحدة، إلى وقف إطلاق النار، تظل المنطقة على حافة الهاوية. وكل ضربة تعمق الأزمة، مع إمكانية المزيد من زعزعة الاستقرار في لبنان والشرق الأوسط الأوسع.