elwafee

ماجد المهندس، المعروف باسم “أمير الغناء العربي”، هو مغني عراقي اشتهر بصوته الشجي وموهبته الفنية الاستثنائية. يحظى ماجد باحترام كبير في عالم الموسيقى، وقد استحوذ على القلوب باستمرار بأدائه الرائع ومجموعة واسعة من الأغاني والألبومات. اشتهر ماجد بإتقانه للموسيقى الخليجية والعربية، وأصبح رمزًا للتميز الموسيقي. في هذه المقالة، نتعمق في الرحلة الرائعة لماجد المهندس، ونستكشف المعالم الرئيسية في حياته الشخصية والمهنية التي شكلته إلى الفنان الأسطوري الذي نعرفه اليوم.

جذور الفنان: حياة ماجد المهندس المبكرة

ولد ماجد المهندس باسم ماجد عبد الأمير عذير العتابي في 25 أكتوبر 1971، في مدينة الثورة الصاخبة ببغداد، وكان مقدرًا له العظمة. نشأ ماجد في عائلة كبيرة تضم ثلاثة إخوة وأختين، وقضى سنواته المبكرة في عالم الخياطة إلى جانب والده. لقد أرست هذه المهنة العائلية الأساس لأخلاقيات عمله، لكن شغفه بالموسيقى هو الذي أسره حقًا. فقد تأثر ماجد بفنانين مبدعين مثل ناظم الغزالي وسعدون جابر، ووجد نفسه منجذبًا إلى عالم الموسيقى منذ سن مبكرة.

على الرغم من عدم موافقة والده في البداية على تطلعاته الموسيقية، إلا أن تصميم ماجد قاده إلى متابعة حلمه. التحق في الأصل بدراسة هندسة الطيران، واختار في النهاية أن يتبع قلبه، تاركًا المجال الأكاديمي لاستكشاف موهبته في عالم الموسيقى. أكسبه هذا القرار الشجاع لقب “ماجد المهندس”، وهو ما يدل على انتقاله من الهندسة إلى عالم الغناء الساحر.

من بغداد إلى العالم: الرحلة غير العادية لماجد المهندس

من الخياطة إلى النجومية: صعود ماجد المهندس الملحوظ

بدأت رحلة ماجد إلى الشهرة بانتقال محوري إلى الأردن، حيث شرع في مسيرته الفنية. مستوحى من قدوتيه ناظم الغزالي وسعدون جابر، واجه ماجد انتكاسة غير متوقعة عندما تركه صديق مقرب يطلب اللجوء في أستراليا ليواجه تحديات بلد جديد بمفرده. لكن هذا لم يثنه عن مواصلة مسيرته، بل اعتمد على مهاراته في الخياطة، وهي الحرفة التي صقلها منذ الطفولة، لإعالة نفسه. وقد وفر له عمله كخياط ماهر الوسائل اللازمة لشراء أول عود له، وهي الآلة التي أصبحت بوابته للتعبير الموسيقي.

في النهار، كان ماجد خياطًا مخلصًا، يتقن حرفته، وفي الليل، يتحول إلى موسيقي ومغني وملحن متحمس. ومن خلال الأداء في النوادي الليلية والمقاهي، بنى سمعة تدريجية لأدائه المؤثر وحضوره الجذاب على المسرح. وفي النهاية، فتحت إصرار ماجد وموهبته الأبواب أمام فرص أعظم، مما دفعه نحو مستقبل واعد في الموسيقى.

لمحة عن الحياة الشخصية لماجد المهندس

بعيدًا عن الأضواء، فإن ماجد المهندس أب مخلص لابنه “محمد”، الذي ولد عام 2002 من امرأة تونسية تحمل الجنسية الفرنسية. ورغم أن زواجه انتهى في النهاية بالانفصال، إلا أن حب ماجد لابنه ظل ثابتًا. وعندما واجه تحديات الحضانة، وجه مشاعره إلى الموسيقى، فأصدر الأغنية المؤثرة “حبك قتلني يا محمد”، وهي شهادة على ارتباطه الدائم بابنه.

الأوديسة الفنية لماجد المهندس

اكتسبت رحلة ماجد المهندس الفنية زخمًا في عام 1991 مع إصدار أغنيته الأولى “المشكله”. وأدى لقاء صدفة مع الفنان فائق حسن أثناء أدائه في الفنادق والمقاهي في الأردن إلى شراكة محورية. كان دعم فائق حسن وإدارته اللاحقة سبباً في انطلاقة ماجد المهنية، وبحلول عام 1998، انضم ماجد إلى شركة الخيول للإنتاج الفني، حيث أنتج ثلاثة ألبومات كلاسيكية أظهرت براعته الصوتية الرائعة. وقد عززت أغاني مثل “مو بس حبك” و”انت اتجن” و”دقات قلبي” حضوره في المشهد الموسيقي العربي.

كانت نقطة التحول في عام 2001 عندما نال ماجد الجائزة الأولى للأغنية العربية عن مشاركته في مهرجان الأغنية العربية في المنامة، مما أشعل شرارة صعوده إلى النجومية. وقد استحوذت عروضه المغناطيسية في المهرجانات في جميع أنحاء العالم العربي على قلوب الجماهير، وخاصة في منطقة الخليج، حيث سرعان ما أصبح اسمًا مطلوبًا في الحفلات والمهرجانات الموسيقية.

في عام 2004، كانت شراكة ماجد مع روتانا، شركة الإنتاج الغزالي الشهيرة المملوكة للوليد بن طلال بن عبد العزيز، بمثابة فصل جديد في حياته المهنية. مع ألبومات مثل “اشتقت لك كثيرا” (2005)، و”عبقرية” (2006)، و”إنسا” (2008)، واصل ماجد إبهار المستمعين بصوته العاطفي وألحانه الآسرة.

امتد تأثير ماجد المهندس إلى ما هو أبعد من الألبومات والحفلات الموسيقية. في عام 2011، تمت دعوته لتأليف أوبريت الجنادرية 31، وهي شهادة على نفوذه المتزايد في المشهد الموسيقي السعودي. وبينما ظل مواطنًا عراقيًا، تجاوزت براعته الفنية الحدود، مما أكسبه لقب “أمير الغناء العربي” وإعجاب الملايين في جميع أنحاء العالم العربي.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *