أطلق الأمير بدر بن عبدالله وزير الثقافة ورئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للأفلام، رسمياً النسخة الثانية من ملتقى الفيلم السعودي في الرياض يوم الأربعاء. وخلال كلمته الرئيسية، كشف الأمير بدر عن الرؤية الطموحة المتمثلة في وضع المملكة العربية السعودية كمركز دولي رئيسي لإنتاج الأفلام.
وقال الأمير بدر: “نهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز إقليمي وعالمي لإنتاج الأفلام، وتمكين المواهب الناشئة وخلق شراكات استراتيجية من شأنها أن تغذي نمو البنية التحتية لأفلامنا. وهذا من شأنه أن يعزز قطاعي العرض والتوزيع”.
وأكد أن هذا المنتدى يمثل مبادرة رئيسية في تعزيز المحتوى الإبداعي لصناعة الأفلام في المملكة العربية السعودية، بدءًا من الإنتاج إلى العرض والتوزيع. ومن خلال خلق بيئة متكاملة بالكامل، تهدف الأمة إلى رفع المعايير التنافسية لصناعة الأفلام على المستويين المحلي والدولي.
صناعة الأفلام كقوة اقتصادية
أبرز الأمير بدر الدور الحاسم الذي تلعبه صناعة الأفلام في بناء اقتصاد مزدهر، وتوليد الفرص، وصياغة القصص التي ستترك أثراً دائماً على الأجيال القادمة. “من خلال ملتقى الفيلم السعودي، نعد المسرح لعصر جديد من الإبداع والتعلم بلا حدود مع إنشاء صناعة أفلام متكاملة. ستعمل هذه الصناعة كجسر ثقافي واقتصادي يربط المملكة العربية السعودية بالعالم”، قال.
حدث مليء بالمواهب والخبرات
يضم الحدث الذي يستمر أربعة أيام مشاركين بارزين، بما في ذلك كبار المنتجين والفنانين والمتخصصين وصناع الأفلام من المملكة العربية السعودية وخارجها. وشهد اليوم الافتتاحي إقبالاً كبيرًا من صناع الأفلام والمحترفين المتحمسين. طوال فترة الملتقى، أقيمت العديد من جلسات الحوار المثيرة للتفكير، والتي ركزت على مواضيع مثل الأهمية الثقافية لصناعة الأفلام وقوتها الاقتصادية وأهمية التمويل والدعم للقطاع. وكان هناك أيضًا التركيز على كيفية تكامل صناعة الأفلام مع القطاعات الأخرى لدفع النمو المستدام والقيادة، وخاصة داخل المشهد السينمائي المحلي في المملكة.
مناطق تفاعلية تشعل التعاون والابتكار
يضم الحدث ثماني مناطق تفاعلية ديناميكية تعزز التعاون والتعلم. وتشمل هذه المناطق منطقة الأعمال، التي تقدم الاستشارات وتربط رواد الأعمال بصناع القرار الرئيسيين، ومنطقة الاختبار لصانعي الأفلام الناشئين. ومن بين أبرز الأحداث الأخرى عرض وجهات التصوير داخل المملكة العربية السعودية، والفنون السينمائية، وتحدي ON-SET، والمحادثات السينمائية، والفرص المتاحة لصانعي الأفلام الشباب للتألق.
استكشف المشاركون أكثر من 130 كشكًا من الشركات المحلية والدولية والوكالات الحكومية المشاركة في صناعة الأفلام. وعرضت هذه الكيانات مبادراتها وخدماتها وفرص الاستثمار، مما عزز التعاون والتكامل عبر مختلف قطاعات سلسلة قيمة الأفلام.
تمكين مستقبل صناعة الأفلام في المملكة العربية السعودية
باعتباره الحدث الأول من نوعه في المملكة، يهدف معرض الفيلم السعودي إلى تمكين وتطوير صناعة الأفلام المحلية. ويسعى إلى تعزيز فرص الاستثمار وإقامة شراكات تتماشى مع الاستراتيجية الثقافية الوطنية للمملكة العربية السعودية، والتي تتجذر في أجندة رؤية 2030. وتتصور هذه الاستراتيجية مستقبلًا مزدهرًا لصناعات الأفلام والفنون في المملكة.
يضم المؤتمر برنامجًا ثقافيًا حافلًا بأكثر من 35 فعالية، بما في ذلك 30 جلسة حوارية، و15 ورشة عمل متخصصة، وجلسات حوارية حول الأفلام. ويشارك في المؤتمر أكثر من 65 متحدثًا متميزًا، يقدمون رؤاهم حول مستقبل صناعة الأفلام.
يعتمد المؤتمر السينمائي السعودي في نسخته الثانية على نجاح سابقه، مما يعزز الإمكانات الاقتصادية لقطاع الأفلام المتنامي في المملكة العربية السعودية. ومن خلال تعزيز تبادل الأفكار والخبرات بين صناع الأفلام، يهدف الحدث إلى رعاية جيل جديد من المواهب التي ستدفع المملكة العربية السعودية إلى طليعة صناعة الأفلام العالمية.