في أعقاب وفاة زعيم حماس يحيى السنوار، كثف الزعماء الغربيون، بقيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن، دعواتهم لوقف إطلاق النار في غزة. قُتل السنوار، العقل المدبر وراء الهجمات القاتلة التي شنتها إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل، على يد القوات الإسرائيلية في غزة.
في أعقاب وفاته، تواصل بايدن وغيره من الزعماء العالميين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأشادوا بالقضاء على شخصية رئيسية في حماس. وُصِف السنوار بأنه “ملطخ بالدماء” بسبب تدبيره للهجمات الوحشية.
وعندما هبط بايدن في ألمانيا، صرح قائلاً: “الآن هو الوقت المناسب للمضي قدمًا… لقد حان الوقت لمتابعة وقف إطلاق النار في غزة”. يُنظر إلى وفاة السنوار، وهو زعيم بعيد المنال للغاية، على أنه تحول محتمل في الصراع، مما يوفر بصيص أمل لمناقشات وقف إطلاق النار المتجددة.
كان دور السنوار في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول بمثابة نقطة تحول، حيث أثار سلسلة من الهجمات الانتقامية التي استمرت لمدة عام من قبل إسرائيل، مما أدى إلى دمار واسع النطاق في جميع أنحاء غزة. ومنذ ذلك الحين، تصاعد العنف إلى صراع أوسع نطاقًا يشمل حزب الله، وهي جماعة مدعومة من حزب الله في لبنان، مع استمرار التوترات في الارتفاع في جميع أنحاء المنطقة.
يشعر المسؤولون الأمريكيون بتفاؤل حذر بأن وفاة السنوار قد تفتح الباب أمام مفاوضات جادة، حيث كان الزعيم المسلح قد عرقل في السابق الجهود الرامية إلى إنهاء الأعمال العدائية. وسلط المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر الضوء على هذا التحول، قائلاً: “رفض السنوار التفاوض أوقف جميع المحادثات. قد يمهد موته الطريق الآن لحوار جديد بين حماس وإسرائيل”.
انضم إلى بايدن عدد متزايد من زعماء العالم، بما في ذلك نائبة الرئيس كامالا هاريس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتز، الذين حثوا جميعًا على إنهاء القتال. وأكد شولتز دعم ألمانيا لمقترح بايدن لوقف إطلاق النار خلال اجتماع في بروكسل، قائلاً: “نحن ندعم تمامًا خطة الرئيس بايدن لوقف إطلاق النار”.
كما ألقى الرئيس ماكرون باللائمة على السنوار ووصفه بأنه “المهندس الرئيسي” وراء هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وأكد على مطالبة فرنسا بالإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس.
ورغم الدفع من أجل السلام، يظل نتنياهو حازما، حيث صرح بأن وفاة السنوار تمثل لحظة مهمة في الصراع، ولكن معركة إسرائيل لم تنته بعد. وتعهد الزعيم الإسرائيلي بمواصلة العمليات العسكرية حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن وتفكيك حماس بالكامل، مما أثار مخاوف من أن القوات الإسرائيلية قد تبقى في غزة لفترة طويلة.
ومن ناحية أخرى، لم تبد حماس ولا حزب الله أي استعداد لوقف أعمالهما العدائية. وأعلنت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أن وفاة السنوار من شأنها أن “تعزز المقاومة”، مما يشير إلى أن إرثه سوف يلهم المقاتلين في المستقبل.
كما أعلن حزب الله عن “تصعيد” في مواجهته مع إسرائيل، مما يشير إلى أن التوترات قد تشتد أكثر.
بالنسبة لأسر الرهائن الإسرائيليين، تمثل هذه اللحظة فرصة حاسمة لتجديد المفاوضات. دعت إيناف زانغاوكر، والدة الرهينة ماتان، نتنياهو إلى إعطاء الأولوية للعودة الآمنة لأولئك المحتجزين، وحثته على: “نتنياهو، الآن هو الوقت المناسب للتحرك. لا تدفن الرهائن. قدم مبادرة جديدة وأعدهم إلى ديارهم”.
يراقب العالم تطور الموقف، على أمل حدوث اختراق يمكن أن يضع حدًا لسفك الدماء المستمر.