تكثفت الجهود الرامية إلى التوسط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله مع استعداد الحكومة اللبنانية للرد على اقتراح صاغته الولايات المتحدة. يأتي هذا في خضم تصعيد الغارات الجوية الإسرائيلية في جميع أنحاء لبنان، والتي أودت بحياة العشرات خلال الأسبوع الماضي.
ويبدو أن الضربات التي استهدفت جنوب لبنان ووادي البقاع وبيروت تهدف إلى الضغط على حزب الله والحكومة اللبنانية للموافقة على وقف إطلاق النار. وركزت الهجمات الأكثر كثافة على الضاحية، معقل حزب الله في بيروت. كما تعرض وسط بيروت للقصف لمدة يومين متتاليين، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا، بما في ذلك خمسة أرواح فقدت يوم الاثنين.
اقتراح الولايات المتحدة قيد المراجعة
تم تقديم اقتراح وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي من قبل السفير الأمريكي لدى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وهو مفاوض مدعوم من حزب الله. وعلى الرغم من أن التفاصيل المحددة لا تزال غير معلنة، فإن التقارير الإعلامية اللبنانية تشير إلى أن الاستجابة الأولية للاقتراح كانت إيجابية.
منذ تصاعد الصراع في أواخر سبتمبر/أيلول، أكدت لبنان أن أي اتفاق يجب أن يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى حرب حزب الله وإسرائيل عام 2006. وينص هذا القرار على إزالة مقاتلي حزب الله وأسلحته من المناطق الواقعة بين الخط الأزرق ــ الحدود غير الرسمية ــ ونهر الليطاني، على بعد نحو 30 كيلومتراً من إسرائيل.
نقاط الخلاف الرئيسية
من المرجح أن يتضمن الاتفاق المحتمل ما يلي:
نشر قوات إضافية من الجيش اللبناني في الجنوب.
آلية دولية للإشراف على الامتثال.
جدول زمني لانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.
ومع ذلك، فإن مطالبة إسرائيل بالحق في العمل داخل لبنان في حالة الانتهاكات تظل قضية مثيرة للجدال، حيث تعارضها السلطات اللبنانية بشدة.
الخسائر الإنسانية المتصاعدة
تسببت الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله في دمار واسع النطاق. فعلى مدى العام الماضي، أسفرت الضربات الإسرائيلية في لبنان عن مقتل أكثر من 3840 شخصاً، وإصابة ما يقرب من 15 ألفاً، وتشريد أكثر من مليون شخص، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان.
وفي الوقت نفسه، أسفرت هجمات حزب الله عن مقتل 31 جنديًا إسرائيليًا و45 مدنيًا. وضربت الصواريخ بلدات إسرائيلية، بما في ذلك شفاعمرو، حيث قُتلت امرأة مؤخرًا.
الجهود الدبلوماسية مستمرة
من المتوقع أن يعود عاموس هوكشتاين، كبير المفاوضين في إدارة بايدن، إلى بيروت قريبًا لمزيد من المناقشات. وتتوقف زيارته على توضيح لبنان لموقفه.
صرحت إسرائيل أن هدفها هو تحييد القدرات العسكرية لحزب الله وتسهيل عودة 60 ألف إسرائيلي نازح من المجتمعات الشمالية المتضررة من إطلاق الصواريخ.
مع استمرار التوترات، تتجه كل الأنظار إلى رد لبنان على اقتراح وقف إطلاق النار، والذي قد يشكل مستقبل السلام في المنطقة.