القاهرة/غزة ــ وصل الصراع المتصاعد بين إسرائيل وحماس إلى منعطف حرج في الوقت الذي يتصارع فيه الجانبان على شروط وقف إطلاق النار المحتمل والإفراج عن الرهائن. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أفاد مسؤولون فلسطينيون بأن الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة أودت بحياة أكثر من 100 شخص في غزة.
أعلن ممثل حماس موافقة المجموعة على قائمة تضم 34 رهينة إسرائيليا للإفراج عنهم، وهو ما قد يمهد الطريق لاتفاق أوسع نطاقا. ولكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سارع إلى رفض هذا الادعاء، مشيرا إلى أن حماس لم تقدم مثل هذه القائمة.
تجدد الجهود لوقف إطلاق النار وسط العنف المستمر
قبل أسابيع فقط من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في العشرين من يناير/كانون الثاني، تكثفت الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الصراع المستمر منذ خمسة عشر شهرا وتأمين عودة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة. ويتزامن هذا الدفع المتجدد مع تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية. وبحسب مسعفين في غزة، أسفرت الغارات الجوية خلال عطلة نهاية الأسبوع عن مقتل 105 فلسطينيين، وزعم الجيش الإسرائيلي أنه استهدف العشرات من مقاتلي حماس.
وفي حين كررت وزارة الخارجية الأمريكية حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، فقد حثت أيضًا على الامتثال للقانون الدولي ودعت إلى اتخاذ تدابير أقوى لحماية المدنيين.
وعلى الرغم من أن حماس أعربت عن التزامها باتفاق سريع، إلا أن التقدم الدقيق للمفاوضات لا يزال غير واضح.
![حماس وإسرائيل تتصادمان بشأن محادثات وقف إطلاق النار وسط تكثيف الضربات على غزة](https://elwafee.com/wp-content/uploads/2025/01/4560750-1581332890.jpg)
محادثات الرهائن وتحديات وقف إطلاق النار
كشف مسؤول في حماس أن أي اتفاق يتضمن إعادة الرهائن الإسرائيليين سيتوقف على انسحاب إسرائيل من غزة ووقف إطلاق النار الدائم. ومع ذلك، انتقد المسؤول، الذي تحدث دون الكشف عن هويته، عدم رغبة إسرائيل الملحوظة في المضي قدمًا في المناقشات حول هذه القضايا.
وأكد رئيس الوزراء نتنياهو مرارًا وتكرارًا أن الصراع لن ينتهي حتى يتم تفكيك حماس ككيان عسكري وحاكم. بدأ الهجوم الإسرائيلي الحالي ردًا على هجوم قادته حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل ما يقرب من 1200 شخص وأسر 250 رهينة، وفقًا للسجلات الإسرائيلية.
منذ ذلك الحين، دمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية أجزاء كبيرة من غزة، مما أدى إلى نزوح غالبية سكانها. أفادت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 45800 فلسطيني قُتلوا منذ بدء الصراع.
تدمير واسع النطاق وخسارة في الأرواح
واصلت الغارات الجوية الإسرائيلية يوم الأحد إحداث الفوضى في جميع أنحاء غزة. أفادت التقارير الصادرة عن مسؤولي الصحة في غزة عن العديد من الضحايا، بما في ذلك خمسة أفراد قتلوا في غارة على مخيم النصيرات وأربعة آخرين في جباليا. في جنوب غزة، أودت غارة جوية على مركز شرطة خان يونس بحياة خمسة أشخاص آخرين. وفي وقت لاحق، أدى هجوم على مخيم البريج إلى ارتفاع إجمالي عدد القتلى في اليوم إلى 17.
أكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف أكثر من 100 موقع في غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أدى إلى القضاء على مسلحي حماس وتدمير مواقع إطلاق الصواريخ. كما زعمت أنها نجحت في تحييد أحد نشطاء الجهاد الإسلامي المرتبطين بهجوم السابع من أكتوبر.
ألم وسط الأنقاض
لقد حلت المأساة بعائلة زهد في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة عندما دمرت غارة جوية إسرائيلية منزلهم، مما أسفر عن مقتل سبعة أفراد من العائلة. وبينما كان رجال الإنقاذ يعملون وسط الأنقاض، استمر البحث عن الناجين حتى صباح يوم الأحد، حيث استخدم العديد منهم أيديهم العارية لغربلة الأنقاض.
يؤكد هذا الصراع المستمر على الخسائر الفادحة على الجانبين، مع عدم وجود نهاية واضحة في الأفق حيث تظل المفاوضات محفوفة بالعقبات.