وتستهدف المملكة العربية السعودية تحقيق هدف جريء جديد للبطالة بنسبة 5% بحلول عام 2030، وفقًا لوزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي. وفي حديثه في منتدى الميزانية، سلط الراجحي الضوء على التزام الحكومة بالحد من البطالة وتحويل سوق العمل إلى واحدة من أكثر أسواق العمل تنافسية في العالم.
تحويل سوق العمل السعودي
أفاد الراجحي أن المملكة وظفت بالفعل 300 ألف رجل وامرأة سعوديين في مجالات متخصصة من خلال برنامج التوطين النوعي. وتركز هذه المبادرة على المهن التي تتطلب مهارات متقدمة، بما في ذلك المحاسبة والهندسة والصيدلة والأشعة، مما يمثل تحولًا كبيرًا في نهج التوطين.
وأكد أن استراتيجية سوق العمل حققت معدل تنفيذ مذهل بنسبة 84% على مدى السنوات الأربع الماضية. ومع وجود استراتيجية جديدة وطموحة، فإن الهدف هو رفع سوق العمل السعودي إلى المعايير العالمية. وقال الراجحي: “نحن ملتزمون بوضع المملكة العربية السعودية كقائدة في سوق العمل العالمية”.
تقدم ملحوظ في ظل رؤية 2030
كشف الراجحي أن معدل البطالة بين السعوديين انخفض بشكل كبير من 12.8% في عام 2018 إلى 7.1% اليوم، متجاوزًا الهدف الأولي لرؤية 2030 البالغ 7% قبل الموعد المحدد بكثير. وردًا على ذلك، وجه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمراجعة هذا الهدف، بهدف تحقيق معدل بطالة 5% بحلول عام 2030.
كما ارتفعت مشاركة المرأة الاقتصادية، حيث وصلت إلى 35%، متجاوزة الهدف الأصلي لعام 2030 البالغ 30%. وأشار الراجحي إلى أن “هذا الإنجاز يرجع إلى حد كبير إلى شراكاتنا القوية مع القطاع الخاص”، مضيفًا أن عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص ارتفع من 1.7 مليون في عام 2018 إلى 2.4 مليون اليوم.
تمكين المستفيدين من الضمان الاجتماعي
من الإنجازات البارزة في إطار رؤية 2030 تمكين 120 ألف مستفيد من الضمان الاجتماعي، وتحويلهم من الاعتماد على الدعم الحكومي إلى مساهمين فاعلين في الاقتصاد. وتدعم هذه المبادرة سبع عيادات تمكين، مصممة لمساعدة المستفيدين في التغلب على التحديات باستخدام استراتيجيات التمكين الحديثة.
بالإضافة إلى ذلك، قدم برنامج حساب المواطن 41 مليار ريال سعودي في عام 2024 لمساعدة المواطنين على مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة، مما يعكس التزام الحكومة بدعم شعبها في أوقات الضغوط الاقتصادية.
التدريب والتطوع: بناء قوة عاملة ماهرة
كما تحقق المملكة العربية السعودية تقدماً كبيراً في التدريب والتطوع. فقد تم تقديم أكثر من 10.3 مليون فرصة تدريب بالتعاون مع القطاع الخاص، مما يزود السعوديين بالمهارات الأساسية اللازمة للنجاح في سوق العمل المتطور. وعلاوة على ذلك، تجاوز شغف الأمة بالتطوع التوقعات. ومن المتوقع الآن أن يتحقق الهدف الأصلي المتمثل في مليون متطوع بحلول عام 2030 بحلول عام 2024، مما دفع إلى تحديد هدف جديد يتمثل في 1.5 مليون متطوع بحلول عام 2030.
وأشاد الراجحي بحماس الشعب السعودي للعمل التطوعي، ووصفه بأنه شهادة على تفانيهم في خدمة المجتمع والتقدم الوطني.
الخلاصة: رؤية لمستقبل مزدهر
إن الدفع الطموح للمملكة العربية السعودية نحو النمو الاقتصادي والتمكين الاجتماعي في إطار رؤية 2030 يعيد تشكيل مستقبل الأمة. ومع وضع أهداف جديدة وتحقيق تقدم كبير بالفعل، فإن المملكة في طريقها إلى أن تصبح رائدة عالمية في مجال التوظيف والتنمية الاجتماعية والتطوع.