لندن – أكد نائب وزير الخارجية السعودي، المهندس وليد الخريجي، بوضوح لا يتزعزع، مطلب المملكة الثابت بالوقف الفوري للمساعدات الخارجية لجميع الفصائل المتورطة في الصراع الدائر في السودان. وجاء تأكيده انعكاسًا لهدف أسمى، وهو تمهيد الطريق نحو وقف إطلاق نار حقيقي ومصالحة سياسية مستدامة.
وأعرب الخريجي، نائبًا لوزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، عن هذا الموقف الحازم في مؤتمر لندن حول السودان الذي عُقد في المملكة المتحدة يوم الثلاثاء.
وأضاف الخريجي: “إن الاضطرابات التي تجتاح السودان تمتد إلى ما وراء حدوده، مما يُهدد التوازن الجيوسياسي والأمن الأساسي للمجالين العربي والأفريقي”.
وأكد حرص المملكة العربية السعودية الراسخ على تعزيز الحوار السلمي، وضمان سرعة إيصال الإغاثة الإنسانية، وحماية سيادة السودان، بما في ذلك سلامة مؤسساته وتماسكه الإقليمي وثرواته الطبيعية.
وفي معرض حديثه عن الدبلوماسية الاستباقية للرياض منذ اندلاع الأزمة، قال الخريجي: “قادت المملكة العربية السعودية مفاوضات جدة (1) وجدة (2)، والتي تُوجت بإعلان جدة، وهو التزام بحماية المدنيين وتطبيق وقف مؤقت لإطلاق النار، مترابط مع البروتوكولات الإنسانية”.
وأوضح أن مداولات جدة (2) حفزت إنشاء منصة تنسيق إنساني بقيادة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وأنشأت أربع مبادرات محورية لبناء الثقة، وقدمت خارطة طريق استراتيجية لمعالجة التمركز العسكري.
وحذر الخريجي من أن مفتاح وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق يكمن في تحييد التدخلات الأجنبية، مشيرًا إلى أن إعادة فتح معبر أدري الحدودي قد وفر بالفعل إغاثة كبيرة من خلال ممرات آمنة لقوافل المساعدات. بالإضافة إلى ذلك، أصدر نائب الوزير تحذيرًا شديد اللهجة ضد أي مناورات أحادية خارج الإطار الدستوري السوداني، معتبرًا إياها مساسًا مباشرًا بالتماسك الوطني والحكم الشرعي والإرادة الجماعية لمواطني السودان.
وحذر قائلاً: “تعارض المملكة بشدة أي استفزازات تهدف إلى إقامة أنظمة موازية أو هياكل سياسية غير مرخصة”. وأضاف: “إن مثل هذه الأعمال تفتقر إلى الشرعية، وتهدد بتفتيت الحوار الوطني، وتعميق الانقسامات الداخلية، وعرقلة أي مسعى للتوصل إلى اتفاق سياسي شامل”.
وفي الختام، أكد الخريجي إيمان المملكة العربية السعودية الراسخ بأن مفتاح تعافي السودان يكمن في مسار سياسي وطني بقيادة سودانية – مسار يحفظ الوحدة الوطنية، ويحترم السيادة، ويعزز مؤسسات الدولة الشرعية من الداخل.